الاثنيـن 02 ذو القعـدة 1434 هـ 9 سبتمبر 2013 العدد 12704







سجالات

سوريا ووحدتها الوطنية.. إلى أين بعد الضربة المرتقبة؟


  في حلقة اليوم من «سجالات» نتناول في البحث موضوع «سوريا... ووحدتها الوطنية»، وذلك في ضوء الأجواء العالمية المحتقنة في أعقاب جريمة قصف غوطة دمشق بالسلاح الكيماوي، وإعلان واشنطن اعتزامها معاقبة النظام السوري على فعلته بعدما ثبت لها مسؤوليته عنها. وفي هذا السياق نطرح سؤالين على أربعة من المحللين الخبراء.
هل تتوقع أن تظل سوريا ما بعد الأسد كيانا موحدا في أعقاب الضربة الأميركية الموعودة؟

د. محمد كمال اللبوا
نعم... والثورة ستكون مقدمة توحيدية على مستوى المنطقة
  الثورات عادة تقوم لأسباب مباشرة وصغيرة، لكنها تحقق غايات ومتغيرات بعيدة وعميقة، وثورة الحرية والكرامة لن تسقط فقط النظام السياسي، بل ستطيح بكامل المستقر في الخريطة السياسية والاقتصادية، وستعيد بناء الثقافات.. وبعكس ما نراه اليوم من صراع يوحي بتفتت الدول، وخاصة سوريا، فإن نظرة أعمق تبين أنه مقدمة لتغيير شامل في خريطة المنطقة ينتهي بتوحيدها بعد اختبار ومسار عسير سيطيح بما فرض عليها من تقسيم مصطنع، كشفه ملايين اللاجئين الذين لجأوا لدول الجوار، والذين فهموا أن هذه الحدود لا قيمة ولا معنى لها بعد الآن. مشروع التقسيم كمنهج وهدف قائم في لبنان ثم العراق، وجار في سوريا، التي استطاع النظام بالتعاون مع إيران تحويل ثورتها لحرب طائفية «سنية - شيعية»، ودفع مكونات أخرى للتخوف من الضياع والاضطهاد. والواضح
 

أمين قمورية
لا... أخشى أن تكون سوريا على طريق الجمر
  صورة الغد في سوريا، بعد الذي حدث ولا يزال يحدث فيها، لا تبدو زاهية ولا تبشر بمستقبل قريب واعد للسوريين كشعب واحد ونسيج وطني متماسك. كل الطرق التي عبدها الجحيم الكبير بالزفت الأسود، والتي تعمق خطوطها يوما بعد يوم في سوريا الحالية، تقود إلى نهايات مأساوية. عندما يقع الشقاق والخلاف في دول متعددة الانتماء الثقافي والديني والعرقي مثل سوريا، لا بد أن ينتهي بتسوية تضمن التوازن بين المكونات الأساسية للمجتمع على أساس التعددية والمشاركة في صنع القرار والديمقراطية، وإعطاء كل ذي حق حقه، بما يرفع عن الأقليات هواجسها، وعن الأكثرية غبن تهميشها بتحالف الأقليات ضدها. هكذا تسوية أرسيت خطوطها العريضة في «جنيف 1» بين الأميركي الراعي الكبير للمعارضة والروسي راعي النظام. لكن الطريق نحو هذا الحل يبدو صعبا جدا في
 
السؤال الثاني: هل يساعد التدخل الخارجي في تبديل المعطيات على الساحة السورية؟

كمال ريشا
نعم... الضربة العسكرية ستؤثر.. لكنها لن تسهل التوصل إلى تسوية سياسية
  أجازت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي للرئيس باراك أوباما «معاقبة» النظام السوري على استخدامه السلاح الكيماوي لضرب المدنيين، ما يرجح حصول الرئيس الأميركي على موافقة أغلبية أعضاء الكونغرس على المضي قدما فيما بات يعرف على نطاق واسع بـ«الضربة» العسكرية ضد النظام السوري. وطبقا لما بات معروفا فإن الضربة بنتائجها العسكرية، ستكون أكبر بقليل من تلك التي يسعى النظام السوري لتصويرها، وأقل بقليل من طموحات المعارضة، ما يعني أنها قد لا تؤدي إلى إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتاليا لا تفسح المجال للمعارضة للاستيلاء على السلطة في أعقاب الضربة. وانطلاقا مما سبق، ستعيد الضربة الأميركية على النظام السوري خلط الأوراق على الساحة السورية؛ فهي ستضعف من قدرة النظام وتفوقه، أقله في المجال الجوي، والأسلحة
 

د. نهلة الشهال
لا... «الضربة» لسوريا شكل آخر من العجز
  أولا، هناك اتفاق على أن «الضربة» العسكرية لسوريا، لو وقعت، فستكون محدودة في الزمان والأهداف. والاعتبار الأول خلف ذلك هو أن الولايات المتحدة خصوصا، وهي القادرة عليها، لا تريد التورط في عمل يعيد إلى الأذهان مغامراتها المكلفة والفاشلة في أفغانستان والعراق، ولا تريد من جهة ثانية إفساح المزيد من المجال أمام المجموعات السورية المتشددة المقاتلة. هناك اعتبار فوق هذين المتداولين كثيرا، وهو خطر تصعيد المواجهة مع روسيا ومع إيران، مما يمكن أن يكون حسابه عسيرا والتوقعات بشأنه غير دقيقة. والسبب الأخير لا يرد كثيرا في المحاجات، لأن الوعي السائد ما زال يتحرك عند واقعة انهيار الاتحاد السوفياتي وحسم الحرب الباردة الماضية لصالح الأميركان، بينما هذه الحقبة من «نهاية التاريخ» كانت قصيرة، بل خاطفة. وقد وقعت التدخلات
 
مواضيع نشرت سابقا
.. وهل حل الجماعات في الداخل هو الشرط الأساسي للاحتواء؟
.. وهل حل الجماعات في الداخل هو الشرط الأساسي للاحتواء؟
هل ستتمكن حكومات دول الخليج من احتواء تنظيمات «الإخوان»؟
هل ستتمكن حكومات دول الخليج من احتواء تنظيمات «الإخوان»؟
دول الخليج.. والصعود الإخواني
هل القوى الإسلامية هي المسؤولة عن حالة انعدام الثقة في الشارع؟
هل القوى الإسلامية هي المسؤولة عن حالة انعدام الثقة في الشارع؟
هل تساعد الانتخابات المقررة في مصر على لملمة الأوضاع؟
هل تساعد الانتخابات المقررة في مصر على لملمة الأوضاع؟
مصر.. تحت حكم «الإخوان»